القسم العام

ما حكم الوقوف بعرفة

ما حكم الوقوف بعرفة

ما حكم الوقوف بعرفة يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وعرفة هو المكان المعروف الذي يقف فيه الحاجّ في هذا اليوم، والوقوف بعرفة ركنٌ من أركان الحج ولا يتم الحج إلا به، وذلك بإجماع الأمة، ودلّ على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (الحجُّ عرفةُ) ويبدأ يوم عرفة من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، وينتهي وقت وقوف الحجاج بعرفة بطلوع فجر يوم النحر والقدر المفروض من الوقوف وما يجزئ الحاج هو وقوفه لمدة ساعة من هذا الوقت، سواءً كان نائماً أم يقظاً، وسواءً مرّ بها أم وقف، ولا يشترط الطهارة أو استقبال القبلة ومن فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج بإجماع العلماء؛ لأن الوقوف هو ركن الحج الأعظم، ويلزمه قضاء الحج العام القادم، وذبح هدي مع القضاء، كما تلزمه التوبة إن كان قد تأخر بغير عذرٍ، ولا فرق بين المعذور وغيره فيما يلزمه إن فاته الحج، ولكن يفترقان في الإثم، فصاحب العذر لا يأثم ويهتم موقع ارشيف ببيان ما حكم من ترك الوقوف بعرفة وما وقته.

شاهد ايضا.ما هي خطوات الحج بالترتيب

متى يبدأ الوقوف بعرفة

إن من شروط صحة الوقوف بعرفة أن يكون الوقوف في وقته الشرعي، وقد أخبر أهل العلم أنّ الوقوف بعرفة يبدأ من زوال الشمس في اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو قول الجمهور من أهل العلم المالكية والشافعية والأحناف، وروي ذلك في رواية عن أحمد وحكي الإجماع على ذلك، وقد ورد عن ابن حزم أنه قال: ” فصَحَّ أنَّ كلَّ من وقف بها أجزأَه، ما لم يقف في وقتٍ لا يختلف اثنان في أنَّه لا يُجْزيه فيه. وقد تيقَّنَ الإجماع مِنَ الصغير, والكبير, والخالف, والسالف: أنَّ من وقف بها قبل الزَّوالِ مِنَ اليومِ التاسع من ذي الحجة أو بعدَ طُلوعِ الفَجْرِ مِنَ الليلةِ الحاديةَ عَشْرَةَ من ذي الحجَّةِ، فلا حَجَّ له” والله أعلم.

حكم الوقوف بعرفة

إن الوقوف بعرفة ركنٌ من أركان الحج، ولا يصح الحج ولا يتم من غير الوقوف بعرفة، ومن فاته وقوف عرفة فقد فاته الحج، والمقصود بالوقوف في عرفة أنّه المكوث فيها لا الوقوف على القدمين، وقد استدل أهل العلم على الكثير من النصوص الشرعية في هذا الحكم فعن عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال: “شَهِدْتُ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بعَرفةَ وأتاهُ ناسٌ من نَجدٍ، فأمَروا رجلًا، فسألَهُ عنِ الحجِّ، فقالَ: الحجُّ عرفةُ، مَن جاءَ ليلةَ جمعٍ قبلَ صلاةِ الصُّبحِ فقد أدرَكَ حجة، أيَّامُ منًى ثلاثةُ أيَّامٍ، مَن تعجَّلَ في يومينِ فلا إثمَ عليهِ، ومَن تأخَّرَ فلا عليهِ ، ثمَّ أردَفَ رجلًا، فجعلَ يُنادي بِها في النَّاسِ”. وقد نقل كثيرٌ من أهل العلم الإجماع على ذلك منهم ابن قدامة وابن عبد البر وابن المنذر والله ورسوله أعلم.

متى ينتهي وقت الوقوف بعرفة

إن أول وقت الوقوف بعرفة هو زوال الشمس من اليوم التاسع من ذي الحجة، أما آخر وقته فيكون بطلوع فجر يوم النحر عيد الأضحى المبارك، فكلّ من وقف في عرفة بعد فجر يوم النحر، فقد فاته الحج لفوت وقوف عرفة عليه، فعن عروة بن مضرس الطائي قال: “أتيتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بالموقِفِ يعني بجَمْعٍ قُلتُ جئتُ يا رسولَ اللَّهِ من جبلِ طيِّئٍ أكْلَلتُ مَطيَّتي، وأتعَبتُ نَفسي واللَّهِ ما ترَكْتُ من جبل إلَّا وقَفتُ عليهِ فَهَل لي من حَجٍّ، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- من أدرَكَ معَنا هذهِ الصَّلاةَ، وأتى عرفاتَ قبلَ ذلِكَ ليلًا أو نَهارًا، فقد تمَّ حجُّهُ وقَضى تَفثَهُ”. وقد أجمع أهل العلم على ذلك.

متى وقت الزوال يوم عرفة

إن وقت الزوال يوم عرفة هو الوقت الذي تزول فيه الشمس عن وسط السماء إلى جهة الغرب في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويدخل معها وقت صلاة الظهر، ويعرف ذلك بوجود الظل الذي يظهر للشاخص كعود ونحوه وميلانه إلى جهة الشرق، وهو الوقت الشرعي للوقوف بعرفة والله ورسوله أعلم.

حكم من ترك الوقوف بعرفة

إن من أحرم بالحج، ثم فاته الوقوف بعرفة بأن طلع عليه فجر يوم النحر ولم يقف بعرفة فقد فاته الحج، فلو أن المسلم قد اشترط عند إحرامه وقال: إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني، فالشرط في العبادات أمرٌ مشروع، فلو اشترط فعليه أن يتحلل بعمرة ولا شيء عليه، فللشرط تأثير على العبادات، وإن لم يشترط في ابتداء إحرامه فعليه أن يتحلل بعمرة إن لم يفضل البقاء محرمًا حتى يحج من قابل، ولو تحلل بعمرة وجب عليه قضاء ذلك الحج الذي فاته والله ورسوله أعلم.

شروط يوم عرفة

حدد أهل العلم عديد الشروط لصحة الوقوف بعرفة، والتي يمكن تلخيصها بما يأتي:

  • أن يكون الوقوف في أرض عرفات لا في غيرها: وعرفة كلّها موقف، وتُعرف حدود عرفات شمالًا ملتقى وادي وصيق بوادي عرنة في سفح جبل سعد، ومن الغرب وادي عرنة، وفي الجنوب ما بين الجبال الجنوبية لعرفات وبين وادي عرنة، وفي الشرق الجبال المقوسة على ميدان عرفات.
  • أن لا يكون الوقوف في وادي عرنة: فلا يجزئ من وقف في عرنة أو في مسجد عرنة لأنه خارج عرفات.
  • لا يصح الوقوف في نمرة: فنمرة ليست من عرفة، ولكن يستحب النزول بها بعد طلوع الشمس إلى الزوال قبل النزول بعرفة.
  • أن يكون الوقوف في زمان الوقوف: فلا يجزئ من وقف بعرفة محرمًا قبل الزوال يوم التاسع، وبعد طلوع الفجر يوم النحر.
  • الوقوف في عرفة على طهارة: وهو شرط عند بعض العلماء، إلا أنّ جمهور أهل العلم قالوا لا تشترط الطهارة.
  • ستر العورة واستقبال القبلة: إن ستر العورة ليس شرطًا للوقوف بعرفة، ولا استقبال القبلة ويجزئ من دونهما لكنهما مستحبان.
  • الوقوف بعرفة نائمًا: يجوز الوقوف بعرفة نومًا، ويجزئ ولا تشترط اليقظة فيه.

حكم من بدأ حجه بالوقوف بعرفة

إن الذهاب إلى منى يوم التروية سنّة من سنن الحج، فالنبي خرج إلى منى قبل الزوال، وصلى الظهر والعصر قصرًا، ثم خرج ضحى إلى عرفة يوم التاسع، فمن ذهب إلى عرفة يوم التاسع دون الذهاب إلى منى يوم التروية، ووقف بعرفة أولًا فحجه صحيح وكامل ولا حرج عليه، لكنّه خالف سنّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فالوقوف في منى سنة، لكن وقوف عرفة ركنٌ وواجب، ولكن الأفضل للمسلم أن يأتي بفرائض وسنن الحج كاملة والله أعلم.

سنن الوقوف بعرفة

للوقوف بعرفة الكثير من السنن والأعمال المستحبة، والتي سنّها النبي صلى الله عليه وسلم ومنها ما يأتي:

  • الغسل للوقوف بعرفة: فالغسل لعرفة مستحب باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة.
  • السير من منى إلى عرفة صباحًا: وذلك في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة بعد طلوع شمس يوم عرفة.
  • خطبة عرفة: فالسنة أن يخطب الإمام يوم عرفة بنمرة بعد الزوال قبل الصلاة.
  • الجمع بين الصلاتين يوم عرفة: فمن المستحب أن يجمع الحاج بين الظهر والعصر بعرفة تقديمًا في وقت الظهر.
  • الإكثار من الدعاء والذكر والتلبية: فمن السنة يوم عرفة أن يكثر المسلم من الدعاء والذكر والتلبية.
  • الدفع إلى مزدلفة بعد غروب الشمس: فالسنة أن يدفع الحاج بعد غروب الشمس إلى مزدلفة وعليه السكينة والوقار.
  • الدفع مع التلبية والذكر: فالحاج الذي يدفع من عرفة ملبيًا ذاكرًا الله تعالى وفي كل أوقات الحج.

فضل يوم عرفة

إن يوم عرفة يومٌ عظيم وله الكثير من الفضائل والخصائص والمزايا، ومن فضائل يوم عرفة ما يأتي:

  • يوم عرفة يوم إكمال الدين وإتمام النعمة: وقد نزل فيه قول الله -سبحانه وتعالى-: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا}.
  • يوم عرفة يوم عيد لأهل الموقف في عرفة: فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أنّ يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيد أهل الإسلام.
  • أقسم الله بيوم عرفة: فالعظيم لا يقسم إلا بعظيم، وهو اليوم المشهود في سورة البروج وهو الوتر الذي أقسم الله به في سورة الفجر.
  • صيام يوم عرفة يكفر سنتين: فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر أنّ صيام يكفر سنةً ماضية وسنة قابلة.
  • في يوم عرفة أُخذ الميثاق على ذرية آدم: حيث اعترفوا فيه بألوهية الله -سبحانه وتعالى- وربوبيته ووحدانيته.
  • يوم عرفة يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار: فهو أكثر يومٍ يعتق الله فيه عبادًا من النار، ويباهي الله بعباده الملائكة والله أعلم.

شاهد ايضا.متى تبدا اجازة عيد الحج 2022

هكذا نكون قد وصلنا لنهاية مقال ما حكم الوقوف بعرفة. عبر موقع ارشيف والذي تمّ فيه بيان الحكم الشرعي للوقوف بعرفة وبيان فضل يوم عرفة وكذلك سلط الضوء على سنن وشروط الوقوف بعرفة، وختم ببيان فضل يوم عرفة كما تم البحث في محرك قوقل عن حكمة الوقوف بعرفة و وقت الوقوف بعرفة عن المالكية ومتى الخروج من عرفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى